دَعوَةٌ للكُرهـ ، في لَيلَةِ حُبّ ...!

أجلس إلى جهاز الكمبيوتر أمامي ، متسربلة برداء صوفيّ طويل ، في محاولة
متواضعة مني لتدفئة أوصالي التي عبث فيها البرد بحرفيّة و تفنن ..!
يشاطرني مجلسي كوب من الشاي ، يتصاعد منه عبق الزنجبيل ، تلك العشبة
التي لا أعرفها إلا في مواسم الشتاء كسلاح من عدّة أسلحة ، أحاربه بها
بالتأكيد ، أنّ ليلتي هذه مميزة ، رغم برودتها - ،
فهي ليلة تجتمع فيها القلوب هنا ، لتناول جرعة مركزة من الحبّ
تتسبّبُ في غياب وعيها عن كلّ حزن ، أو ضيق ،،

و لأنّ الضدّ يظهر محاسن الضدّ
قرّرتُ أن يكون ( الكرهـ ) بكلّ مافيه من مشاعر الرفض و عدم التقبل
هو سميري و سميركم في هذه الليلة ،

،،

أن تشعر بالكره لا يعني بالضرورة أنّك تحمل قلباً أسود ،
و السبب في ذلكـ ببساطة ، هو أنّ مشاعرنا على اختلافها ليست خيراً مطلقاً
و ليست شرّاً مطلقاً ،
و ان بدت لنا ، في تصنيفنا الاعتباطي غير ذلكـ ..!
و الذي يحدّد ذلكـ هو كيفية توجيهنا و استخدامنا لذلكـ الشعور ،
وما يعود علينا به من راحة ، أو ضيق

،،

في ليلة الحبّ هذه ،
دعونا ( نكرهـ )
و لكن ،
بعد أن نتلو على ( الكره ) تعويذة سحرية ، تحوّل وجهه الممقوت دوماً
إلى آخر ذو ملامح محببة و ابتسامة تفيض جمالاً
وتلقي بثوبه الأسود بعيداً ، ليرتدي آخر ، ناصعاً بالبياض ، مناسباً ليكون
ضيفاً غير عزيز نستقبله - رغم ذلك - في هذه الليلة ، بترحاب

محاور الحديث :

مالذي تكرهه فيمن حولكـ من بشر ، و تتمنى زواله ؟
مالذي تكرهه في الحياة من حولك ، و تتمنى زواله ؟
مالذي تكرهه في نفسك ، و تتمنى زواله ؟
و مالذي تكرهه في منتدى اثير ، و تتمنى زواله ؟

ولأننا في ليلة حبّ ،
فكرتُ في أن أعبّر عن امتناني لكلّ
من سيمرّ بصفحتي بباقة نقاط وردية ،
أوصلها إلى أعتاب مكتبه ، مع الحبّ و التحية ،،